الشيخ عبد الحكيم خاطر عضو اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

شخصيات من البدرشين
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

الشيخ عبدالحكيم خاطر يرحمه الله
هو الشيخ عبدالحكيم عبدالسلام بن عبدالحفيظ خاطر .عضو اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وُلد في قرية البرُمبل، مركز أطفيح، الصف، الجيزة، بمصر، في 22/8/1364ه . وتزوج من مدينة البدرشين وعاش فيها .


حياته العلمية :


نشأ في القرية، فالتحق بالكُتّاب، وحفظ القرآن الكريم ثم جوّده، وفي عام 1384ه أربعة وثمانين وثلاثمائة وألف من الهجرة؛ التحق بمعهد القراءات بالأزهر، وحصل على شهادة التخصص عام 1391ه ، ثم التحق بالقسم العالي، بكلية الدراسات الأسلامية والعربية، بجامعة الأزهر، وحصل على الإجازة العالية في الدراسات الإسلامية والعربية عام 1395ه ، ثم عُين معيداً بقسم الشريعة بالكلية في الذي يليه، ثم حصل على دبلومين في الشريعة الإسلامية، في كلية الشريعة عام 1400ه أربعمائة وألف من الهجرة .
وفي عام 1401ه عُين مدرساً في كلية القرآن الكريم، بالجامعة الإسلامية، بالمدينة المنورة، وظل فيها حتى عام 1413ه ، حيث اختير عضواً في اللجنة العلمية، بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، كما اختير عضواً في لجنة الإشراف على تسجيل المصحف المرتَّل، بالمجمع المذكورفي الذي يليه .

الشيخ عبد الحكيم خاطر
قلتُ : وكنتُ أسمع عن الشيخ كثيراً، فكان الأخ إدريس بن محمد إسماعيل - شقيق الشيخ محمد أيوب – يحدثنا عنه أثناء دراسته في الجامعة، وعن قراءته وعلمه، فشفع لي من أجل القراءة عليه عام 1413ه فاعتذر، ثم ذهبتُ إليه عام 1415ه ، فقَبِلني وقرأت عليه ختمة لحفص عن عاصم بقصر المنفصل من الروضة، وختمة أخرى بالقراءات العشر من الشاطبية والدرة، ورأيته متواضعاً هدئاً لين الجانب، حَسَن العشرة، يُحب تلاميذه، محبوباً بين أقرانه وشيوخه وتلاميذه، والخاصة والعامة، وكان يؤم الناس أحياناً في المسجد المجاور لبيته، وقد أوتي صوتاً جميلاً، يتأثر به كل مَن سمعه، ولازمته أثناء قراءتي عليه، وكنت أول من قرأ عليه القراءات العشر، ورحمة الله عليه كان مُكْثر في الإقراء، لايكل ولا يمل، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
وله عدة تلاوات مسجلة باليو تيوب

شاهد على اليوتيوب

وننقل لكم كلمات د. عبد الله بن محمد الجار الله في رثاء الشيخ عبد الحكيم خاطر

وُلِدَ الشيخ الجليل والمقرئ الكبير -فقيد أهل القرآن- عبد الحكيم بن عبد السلام بن عبدالحفيظ خاطر في الجيزة -(في مصر)- في الثاني من شعبان عام 1364هـ، الموافق الأول من شهر سبتمبر لعام 1945م، تتلمذ وقرأ على كبار المشايخ والعلماء والمقرئين، فاجتمعت له غررٌ ودررٌ من المشايخ الفخام؛ كالشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، والشيخ عبد الفتاح المرصفي، كما لبث زمنا طويلا يمارس الدعوة والخطابة وإمامة الناس في المساجد، فجمع بين القرآن والعمل به. كان -- متناهيا في الفضل والدين، منقطعا إلى الخير، فيه ورع وزهد وسكينة، لازم الإقراء معظم دهره؛ فقرأ عليه طلاب كثيرون -من مختلف البلاد والأمصار- بالقراءات المختلفة.
تخرج في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، ثم عين معيدا بقسم الشريعة عام 1976م، كما حصل على دبلومين في الشريعة الإسلامية عام 1980م، وحصل على عالية القراءات من معهد القراءات بشبرا.
ثم كانت بعد ذلك رحلته المجيدة إلى طيبة الطيبة حيث انتقل للعمل مدرسا بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية، ثم استقر به المقام عضوا رئيسيا متفرغا في اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وفي لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف المرتلة.
كانت له مجالس معمورة بالقراءة والإقراء بالحرم النبويّ الشريف، كما هي في بيته وحيِّه يتزاحم عليها الطلاب من كلِّ مكان.
مناقبه وخصاله كثيرة لا يتسع المقام لذكرها ولا عدها؛ منها: تواضعه وإنكاره لذاته، وعنه في هذا الباب حدِّث ولا حرج، وسل تلاميذه أجمعين ينبوك بالخبر اليقين، فكلُّ واحد له مع الشيخ الكبير قصة ومقال، وإني لأعجز أن أصف ما يجول بخاطري ويختلج في نفسي، فأيَّ حكاية أحكي، بل أيّ قصة أروي، كان يرى نفسه إنسانا عاديا مع ما جعل الله له من القبول لدى تلاميذه وأقرانه، ولو أن جسداً خلق بغير حسد في من رأينا من الناس لكان الشيخ الكبير عبد الحكيم خاطر.
شيخٌ إذا لازمته لم تلفه إلا ودوداً عطوفاً لا تمل حديثه ولا يملك مجلسه، لا تسمع فيه غيبة لأحد، بل لا يسمح بذلك ولا يرتضيه، أجمعت القلوب على حبه وتعظيمه وتوقيره.
كان على درجة عالية من الكرم والسخاء؛ حيث كان يحرص على ضيافة تلاميذه وأضيافه بنفسه، فيقدم لهم بنفسه ما تيسر من الطعام والشراب في صورة فريدة من التواضع لا توصف ولا تطاق.
وهو لا يقبل الهدية ولا العطية من تلاميذه ومن يقرأ عليه، وكان دائما ما يقصُّ علينا سير السابقين الأخيار كأبي عبد الرحمن السلمي وحمزة وخلف البزار، في ورعهم ودفعهم للهدية والعطية رجاء ما عند الله العزيز الغفّار.
وإذا ما وافق على إقراء طالب من الطلاب خصَّهُ بوقت لا يشاركه فيه أحد، فهو يحترم الطالب ويبجله كأشد ما يكون التبجيل، فلقد أحب تلاميذه فأحبوه، وعطف عليهم بأبوته واحترمهم فأحاطوه بكل أنواع المحبة والرعاية والتقدير، في قلبه شفقة ورحمة على طلابه، لا يقدر عليها إلا مثله.
ثُمَّ هو يخصُّ طلاب الآفاق بمزيد من العناية والرعاية والاهتمام، فيجبر خواطرهم ويطيب نفوسهم، فيعطيهم زيادة في الوقت والجهد، مقدراً رحلتهم، ومشجعا لهم مسيرتهم في التلقي والطلب.
وهو مع جلالة قدره وإمامته ورحلة الناس إليه من كل مكان إلا أنَّه حبس نفسه وأفنى وقته واستفرغ جهده في إقراء القرآن وقراءاته، ولا زال كذلك حتى جاءته منيته، وكأنه يتمثل حال الإمام الأوَّل أبي عبد الرحمن السلميّ حين روى حديث عثمان بن عفَّان أنَّ النبيّ قال: (خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه)، فقال مقولته المشهورة: هذا الذي أقعدني مقعدي هذا، حيث جلس يقرئ الناس في الجامع الأموي أكثر من أربعين عاما، مع حاجة الناس إليه في مختلف العلوم.
لقد كان الشيخ الفقيد عبد الحكيم بن عبد السلام خاطر -- واحداً من أولئك النفر الأخيار الذين استفرغوا الجهد والصحة والوقت خدمة للقرآن العظيم، فحرروا وحققوا وراجعوا المصاحف، وأخرجوها للأجيال بيضاء نقية، أعني بذلك لُجْنة مراجعة وتدقيق المصاحف المسموعة والمقروءة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، فتتعطر الأسماع بسيرهم العطرة، وحقاً إنَّهَا لُجْنَةٌ لَمْ يُوجَدْ مثلُهَا في هذا العصر؛ لأنه قد تَوافَرَ لها كوكبةٌ من علماء هذا الشأن من النادر أن يجتمعوا لمشروعٍ واحدٍ، ومنهم شيخنا المبجل الشيخ الفقيد عبد الحكيم بن عبد السلام خاطر -- ، وقد بذلَتْ هذه اللجنةُ جهوداً كبيرة؛ حتى بلغ مجموعُ مراتِ القراءة لهذا المصحف أكثَرَ من مائةِ خَتْمَةٍ ، فوصلوا بفضل الله تعالى إلى أصحِّ طبعةٍ للمصحف الشريف في هذا العصر، ثُمَّ كانت الطبعة الثانية من هذا المصحف الشريف، وما بُذِلَ فيها من الجهود العظيمة التي لا يكافئهم عليها أحد إلاَّ الله تعالى. هؤلاء العلماء الكبار -ومنهم شيخنا المبجل الشيخ الفقيد عبد الحكيم بن عبد السلام خاطر -- حقهم أن نذكرهم، وندعو لهم، وألا ننساهم، ونحفظ معروفهم الكبير بما تطولوا به على الأمة بأولى ما تصرف إليه الهمة من خدمة الكتاب العزيز؛ مراجعة وتحقيقا وتدقيقا.
ذهب الشيخ عبدالحكيم خاطر إلى مصر في إجازته السنوية، بعد أن قضى شهر رمضان -أو معظمه- في المدينة النبوية، وبعد وصوله بأسبوعين أصابه مرض مفاجئ في الكبد، فأدخل على إثره إلى المستشفى، حيث مكث أسبوعان، وهو في حالة غياب عن الوعي في معظم أوقاته، وكان لا يتحدث إلا عن شوقه للمدينة، وشغفه للعودة اليها، -كما حدثنا بذلك بعض ولده- ولم يهدأ باله إلا بعد أن حجز له أولاده للعودة إلى المدينة، ولكن الله غالب على أمره، (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت)، مات -رحمه الله- في الليلة التي كان موعد سفره إلى المدينة النبوية، في الساعة الواحدة من يوم الأربعاء الموافق (28) من شهر شوال لعام (1434هـ) الموافق (4) من شهر سبتمبر لعام (2013م)، بعد معاناة وابتلاء لم يدم طويلاً.
لقد خدم الشيخ عبد الحكيم خاطر القرآن العظيم بكل صدق وتصيحة وإخلاص فنال بركاته في هذه الدنيا، وله عند ربه الجزاء الأوفى. تقبل الله منه خدمته للقرآن وأهله، وجمعنا به في مستقر رحته ودار كرامته، اللهم آمين.
تُوفي - رحمه الله - في مصر، في ليلة الأربعاء، الموافق 28
شوال 1434هـ .

Advertisement
X

Right Click

No right click