هذه بعض أهم حقائق الزهد الإسلامي ، كما أرساها أكابر زهاد التابعين رضي الله عنهم :
1- أصول الزهد الصحيح ثابتة في القرآن الكريم، وحياة النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضي الله عنهم .
2- الزهد والورع لا يفترقان، فالزُّهد تَرْكُ ما لا يَنفعُ في الآخرة، والورع تَركُ ما يُخشى ضَرَرُهُ في الآخرة .
3- الزهد لا يكون إلا عن غِنى، وبذلٍ للمُحتاج، ولا يكون زاهدٌ مَن هو فقير، وعلى هذا فلم يكن زهاد الإسلام الأكابر من التابعين عالة على الناس، بل كانوا إما أغنياء، أو تُجَّار، ولكنهم زهدوا الدنيا مع عدم تركهم العمل، فمِن هؤلاء الزُّهَّاد مَن هو تاجر مثل التابعيين : أيوب السُّختياني ، وأبي حازم الأعرج رضي الله عنهما .
4- الإسلام بريء كل البراءة مما يُحاول إلصاقه به بعض الخاملين، الذين يَدَّعون الزهد في الدنيا، وتَرْكِ العمل، فهم الذين زهدت فيهم الدنيا، ولم يزهدوها ! وليس أدلَّ على كذبهم وافترائهم من حياة سلفنا الصالح الزاهدة الحَقَّة، فهم يتعلمون، ويَعمَلُون، ويُتاجرون، ويُجاهدون، مع زُهدهم في الدنيا، فالزهد ليس هروباً من الواقع، بل هو وضعٌ للدنيا في موضعها الصحيح .
5- َتجَمَّعَ الزهد وتبلور وَتَقَعَّدَ في البصرة، ثم خرج من البصرة إلى بقاع العالم الإسلامي، في بداية القرن الثاني الهجري.
6- جميع زُهَّاد البصرة أخذوا عن الإمام الحسن البصري رضي الله عنه ، وتأثروا به، والحسن رضي الله عنه أخذ زُهده عن الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه الذي عاش ومات في البصرة .
7- أرسى الحسن البصري رضي الله عنه حقيقة هامة في الزهد، وهي أنه ليس بالمظاهر، وإنما بالحقائق، حيث كان يلبس فاخر الثياب، ويأكل طيب الطعام .
8- أنَّ سلفنا الصالحين كانوا يستعينون على طاعة الله – تعالى – بالزهد في الدنيا، كما كان يفعل الخليفة عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه .
9- لم يكن هؤلاء زهاد الإسلام الأكابر بمعزلٍ عن الناس، فكانوا يشاركونهم هُمومهم، وآلامهم، كما كان يفعل التابعيين حبيب العجمي، وثابت البُناني رضي الله عنهما .
|